
التخرج بداية المشوار الوظيفي
بعد التخرج وانتهاء فترة الدراسة وبدء الشخص فصل جديد من حياته وهو فصل البحث عن الوظيفية، البعض يحصل على فرصة وظيفية سريعاً، والبعض يطول به الأنتظار في قائمة الباحثين عن عمل، والبعض يحصل على وظائف لا تتناسب مع تخصصه الأكاديمي،وبعض الوظائف تكون ظائف من الصفر، ويستمر بالرفض كونه يحمل شهادة البكالريوس في تخصص معين ولا يرغب في العدول عن رأيه وقبول وظيفة مختلفة، وتتحدث الدكتورة لمياء الكوهجي مدربة مهارات التواصل المهنية ومهارات البحث الأكاديمي حول الحياة بعد التخرج وانها ليست النهاية بل البداية وهي أول عتبة في الحياة الوظيفية.“يعني أنا متخرج بكالوريوس وأستحق وظيفة أحسن“

تؤكد الدكتورة لمياء بأن هذه الجملة تتردد بأستمرار وتسمعها من الكثير من الطلبة بعد التخرج، لذلك توضح خطوات بداية المشوار الوظيفي بعد التخرج، وتشدد على أن أول وظيفة ليست بالضرورة أن تكون الوظيفية التي تحلم بها.
أولا: حصول الشخص على شهادة جامعية لا يثبت بعد كون الشخص موظفا مؤهلا، بل يثبت بأن الشخص يمتلك معلومات في تخصص معين، تحتاج الوظائف إلى مهارات شخصية ومهارات مهنية ومهارات إدارية تكتسب بعد التوظيف، لذلك لا يكون الخريج الشخص الأمثل في التوظيف اذا كان في قائمة المتقدمين اشخاص آخرين يمتلكون هذه المهارة، لذلك في أول وظيفة يستطيع الشخص أن ينمي هذه المهارات حتى وأن كانت ليست وظيفة الأحلام.

ثانياً: هناك عشرات الخريجين إن لم يكن المئات الذين تقدموا للوظيفة ذاتها، والتعليم حق من الحقوق ولكن التوظيف حق مكتسب، والتوظيف ملء شاغر لتنفيذ مهام، لذلك الجهة التي ستوظف ستختار مابين عدد ليس بقليل من المتقدمين للوظيفة، ومن الممكن أن الجميع يمتلك الشهادة الأكاديمية ولكن الفوارق في النقاط التالية:
- الخبرة العملية في المجال نفسه ولو كان لمدة ستة أشهر أو سنة في مكان عمل آخر.
- الخبرة العملية والمهنية في أي مجال أو وظيفة
- الشهادات والدورات التدريبة الأخرى التي تعطي عمقاً في التخصص
- المهارات اللغوية- سواء في المحادثة أو الكتابة حسب حاجة الوظيفة
- المهارات الاجتماعية interpersonal skills والقدرة على العمل الجماعي (وهو شيء لا يأتي مع المعدل فحسب).
وتعقيباً على الواسطة تؤكد أن الواسطة لتوظيف أو ترقية أو تعيين بضعة أشخاص غير مؤهلين هنا وهناك شيء يحدث في كل العالم، ولكن هؤلاء دائماً الأقلية، وكل شركة ومؤسسة تحتاج لموظفين مهيئين وأكفاء، وعملية التوظيف تغطي هذا المجال والواسطات استثناء لن تكون هي العقبة الحقيقية.
وتقول بأن عدد غير صغير من الخريجين يرفض وظائف لمدة سنة وسنتين وثلاث، هذه الوظيفة نظام نوبات عمل (شفات)، وهذا موقع العمل بعيد، وهذا ليس تخصصي بالضبط، وهذا الراتب تحت توقعاتي، وأنا معدلي عالي، وخلال فترة الانتظار لا يحضر دورات ولا ورش ولا يطور نفسه، مما يجعل شهادته أقل قيمة من الخرجين الجدد، ولا يجعله أكثر أحقية من الخريجين الجدد ما لم تضف خبرة ولا علم، وبالمقابل هناك خريجين يتحركون من وظيفة إلى أخرى، وفي حقبتهم خبرة وتدريب ينمو مع الوقت.

ثالثا: التخصص الجامعي لا يعني بالضرورة أن الفرد سينجح فقط إن توظف في المساق نفسه فحسب، الدراسة الجامعية قد أعطت كماً من المهارات التي يمكن استخدامها في مجالات أخرى، كما أن الشخص لديه مواهب ومهارات وإمكانيات خارج التخصص، ويمكن أن يتم شحذها وتغيير المسار إما تغييرا طفيفا أو تغييرا جذريا، المهم مرة أخرى هو التميز والتعمق والتدريب المكثف، وهناك الكثير من نماذج النجاح في مجال ما وعندما تستفسر عن خلفية الشخص تجد تخصصه الجامعي مختلفا، ولكنه طور نفسه كثيرا في مجال آخر، فهذا خيار وارد لا يستبعد كلياً.

وفي النهاية توجه الدكتورة لمياء نصيحة أخيرة للشباب بالقول ( لا تكتفِ بالتعليم الجامعي وتأكد من دعم شهاداتك بتقوية مهارات التواصل اللغوي ومهارات برامج الحاسوب المرتبطة بتخصصك، تعرف على الشهادات التدريبية، واحصل على ما يجعلك تتميز عن المئات من حملة الشهادة الجامعية نفسها، قدم لأكبر عدد من الوظائف، ولكن بعد فترة بضعة أشهر من الانتظار اقبل بأحسن فرصة واعتبرها عتبة للمرور إلى فرص أفضل، وخلال توظفك تعرف على الشهادات الاحترافية في تخصصك وقيمتها المهنية واختر ما يناسبك منها).


