شخصيات مهنية – الأستاذ أحمد خليل رئيس قسم الأمن والسلامة والبيئة بشركة نفط البحرين بابكو

YouTube Video

 

إيمانا منا بأهمية مجال الصحة والسلامة في سوق العمل المحلي و الدولي، كان لنا لقاء خاص ومميز مع مدير الصحة والسلامة في شركة نفط البحرين بابكو الأستاذ أحمد خليل الذي ابتدأ مسيرته منذ الثمانينات بمسمى متدرب ضابط حريق وسرد لنا عن تاريخ الصحة والسلامة و أهميته و كيف هو مجال شيق وممتع وفي كل يوم للموظف في الأمن والسلامة حكاية و شخصية مختلفة عن اليوم السابق.

بين الماضي والحاضر

لقد دخلت المجال في سنة 1980 تحديداً في شهر سبتمر بعد تخرجي من الثانوية العامة (علمي)، و بدأت مسيرتي المهنية بمسمى متدرب ضابط حريق في شركة نفط البحرين بابكو، وكان مفهوم الصحة والسلامة آنذاك يختلف اختلافاً جذرياً عن المفهوم الحالي، حيث كان يركز في الثمانينات على المعدات والإجراءات الوقائية ومدى الالتزام بها وكانت دائرة الحريق والسلامة هي المسؤولة عن التفتيش والمراقبة ، و لم يكن في السابق معايير دولية تلزم الشركات و المؤسسات أو حتى أنظمة مراقبة داخلية في الشركات، وكانت الصحة و السلامة مبدأ غير محبب لا ينظر له من قِبل الكثير من الناس، و لكن الشركات و المؤسسات في ذلك الوقت فتحت المجال للناس  للتدريب و التطور كشركة نفط البحرين بابكو،  و الآن تغير مفهوم الصحة والسلامة و أنتقل نقلة نوعية كبيرة و يعتبر الآن هو العمود الفقري للمؤسسات، لأنه صحة وسلامة الموظفين من أهم أهداف أي شركة ولن تكون إنتاجيتها عالية إن كانت بيئة العمل غير آمنة و صحة وسلامة الموظفين في خطر، فمجال الصحة والسلامة اليوم جزء لا يتجزأ من نسيج أي شركة.

علم الصحة والسلامة

عندما بدأنا في المجال لم يكن هنالك أي مؤهلات داخل مملكة البحرين، كانت فقط هنالك بعض الدورات المقدمة من قِبل وزارة العمل وكلية الخليج للتكنولوجيا، وكذلك في الخارج لم يكن هنالك دورات تفصيلية في المجال كان فقط كليات في الحريق وتم ارسالنا للخارج للتعلم، و اختلف الوضع بالطبع الآن و أصبح مجال الصحة والسلامة علما اكاديميا يدرس في الجامعات و المعاهد و يستطيع الفرد التطوير من نفسه، و من أكثر الشهادات المطلوبة و المعترف بها شهادات النيبوش بجميع المستويات و الآيوش و لا يتم قبول المتقدمين للوظائف في هذا المجال إلا إن كانوا حاصلين على إحدى هذه الشهادة الدولية كحد أدنى.

خصائص موظف الصحة والسلامة

مجال الصحة و السلامة مختلف عن جميع التخصصات هو ليس كإي وظيفة تستلم في نهاية الشهر عليها راتب، بل هي خدمة إنسانية في بادئ الأمر فالراغبين في دخول هذا المجال لا بد أن تكون لديهم الأخلاقيات والسلوك المناسب و الرغبة في العلم والتطور و لا سيما القدرة و الاستعداد للعمل لساعات طويلة.

أهم الصفات التي لا بد أن يتحلى بها موظفي الصحة والسلامة هي المرونة و والشخصية القيادية و فن المناقشة، و يتيمزهذا المجال بعدم الروتينية ففي كل يوم في حياة موظف الصحة والسلامة عمل جديد وقصة جديدة، على سبيل المثال تكون اليوم مدرب و غداً تحقق في حوادث و وبعد غد تحضر اجتماعات العمل و يوم آخر تقوم بالتفتيش، فالصحة والسلامة من امتع الوظائف التي من الممكن أن يشغلها الفرد خصيصا للفرد الذي يريد إن يبدع و ينتج.

واعتقد شخصياً بأن انجح المسؤولين و القياديين هم الذين اكتسبوا المؤهلات الجامعية و من ثم توظفوا في المجال و بدأوا بدراسة علم الصحة و السلامة.

العنصر النسائي

هنالك عدد كبير من النساء القياديات الناجحات في هذا المجال في البحرين و في دول الخليج والعالم ويديرون دوائر ضخمة جداً، و بلا شك وجود المرأة في الصحة و السلامة يثري المجال فالنساء أكثر صبراً و أكثر دقة بعض الأحيان من الرجال و أكثر عاطفة خصوصاً بإن هذا المجال يرتبط ارتباطا كبيرا بالعاطفة بالأضافة إلى مدى التزامهم بالعمل، فوجود المرأة كما قلت يثري المهنة و يساعدنا على تخطي الكثير من المصاعب اليوم.

شخصيات بارزة

خلال 40 سنة عملت مع أٌناس كُثر وأسماء مميزة وبارزة كسلمان سليس رحمة الله الذي يعتبر أب الصحة والسلامة في البحرين، و الأخ حسن العود من وزارة العمل و هو أحد المؤسسين للمجال وبذل جهد كبير للرقي بالصحة والسلامة، و الدكتور مصطفى السيد الذي له دور في نشر الوعي بالصحة والسلامة و له بصمة في الكثير من الشركات و المؤسسات، وساهم بشكل كبير في المبادئ الموجودة اليوم، بالإضافة إلى الدكتورعبدالرحمن الجواهري و توجد العديد من الأسماء التي ساهمت في دعم الصحة والسلامة كوزراء العمل السابقين و وزير العمل الحالي الذي يبذل جهداً جباراً للرقي بالمجال.

نصيحة أخيرة

أنصح جميع الباحثين عن عمل ممن يمتلكون الرغبة والقدرة للعمل أن يدخلوا مجال الصحة والسلامة،  فإنه مجال مميز و هنالك ازدياد في الطلب على موظفي الصحة والسلامة في كافة الشركات والمؤسسات، و هذا المجال يساعد على النمو و يعطي الشخص الفرصة للتقدم السريع والتطور الوظيفي.