عقلية النمو … عقلية الثبات .. كيف ولماذا؟

(Growth Mindset) والعقلية الثابتة (Fixed Mindset) هما مصطلحان يستخدمان في علم النفس التربوي لوصف النمط الذي يتبعه الأفراد في اعتقاداتهم حول القدرة على تطوير المهارات والقدرات.

العقلية النمو: هي العقلية التي تعتقد بأن القدرات والمهارات يمكن تحسينها وتطويرها عبر المثابرة والتدريب والتعلم، وأن الفشل يعتبر فرصة للتعلم وتحسين الأداء في المرات اللاحقة. وبالتالي، فإن الأفراد الذين يتبعون العقلية النمو يفتحون أنفسهم على النمو والتطوير المستمر ويتحملون المخاطر ويستمتعون بالتحديات الجديدة.

العقلية الثابتة: هي العقلية التي تعتقد بأن القدرات والمهارات ثابتة ولا يمكن تحسينها، وأن الفشل يعني عدم القدرة على النجاح في المستقبل. وبالتالي، فإن الأفراد الذين يتبعون العقلية الثابتة يخشون المخاطر ويتجنبون التحديات الجديدة ويتعرضون للإحباط بسهولة عندما يواجهون صعوبات.

تعتبر كارول دويك (Carol Dweck)  أصل الفكرة  هي عالمة نفس أمريكية وأستاذة في جامعة ستانفورد، وهي المعروفة بفكرة العقلية النمو (Growth Mindset)، وهي فكرة تقول بأن القدرة على التعلم والتطور ليست ثابتة بل يمكن تحسينها وتطويرها من خلال التدريب والتمارين والعمل الجاد.

الفرق الرئيسي بين العقليتين هو الاعتقاد بأن القدرات والمهارات يمكن تحسينها وتطويرها أو الاعتقاد بأنها ثابتة ولا يمكن تغييرها. وبالتالي، فإن العقلية النمو تدعم النمو والتطور المستمر، في حين أن العقلية الثابتة تؤدي إلى الثبات والتعود على الوضع الحالي دون التطوير والتحسين

يميل الأشخاص ذوو العقلية النامية إلى تبني التحديات والنظر إليها على أنها فرص للتعلم والنمو. إنهم لا يخشون الفشل ويفهمون أنه جزء ضروري من عملية التعلم. كما أنهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر ثباتًا وقدرة على الصمود في مواجهة العقبات والنكسات.

يميل الأشخاص ذوو العقلية الثابتة إلى تجنب التحديات والنظر إليها على أنها تهديدات لقيمتهم الذاتية. قد يستسلموا بسهولة عند مواجهة المهام الصعبة أو النكسات ، معتقدين أنهم غير قادرين على التغلب عليها.

أظهرت الأبحاث أن تبني عقلية النمو يمكن أن يؤدي إلى مزيد من النجاح والإنجاز في مختلف مجالات الحياة ، بما في ذلك الأكاديميين والحياة المهنية. من خلال الإيمان بقدرتهم على التعلم والتحسين ، من المرجح أن يواجه الأفراد ذوو عقلية النمو التحديات والمثابرة خلال الصعوبات ، مما يؤدي إلى زيادة النمو الشخصي والتطور.

يتضمن تطوير عقلية النمو احتضان التحديات ، والمثابرة على تخطي العقبات ، والإيمان بقدرة الفرد على التعلم والتحسين بمرور الوقت

لتطوير عقلية النمو باتباع بعض الطرق والنصائح  التالية:

تحديد أهداف واضحة

تعلم المهارات الجديدة

التحدث بإيجابية عن الفشل

الاستمتاع بالتحديات

الاعتماد على الجهد والتحدي

التعاون والتفاعل

الاهتمام بالصحة العقلية والاسترخاء والاستجمام والتخفيف من الضغوط والتوتر

الاعتماد على الذات

التعلم المستمر

الانفتاح على الآخرين

التحكم في العواطف الذكاء العاطفي

القدرة على الابتكار

ختاما نؤكد

بأن النظرية لا تعني بالضرورة أن جميع الأفراد يمرون بنفس المراحل بنفس الوتيرة، ولا تعني أيضًا أن جميع الأفراد يصلون إلى نفس المستوى العقلي في نهاية المطاف. فهناك اختلافات فردية في معدل التطور العقلي وفي القدرات العقلية التي يتمتع بها الأفراد.

فيجب أن نأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الثقافية والاجتماعية التي يتعرض لها الأفراد، والتي يمكن أن تؤثر على نموهم العقلي وتطورهم بطرق مختلفة. لذلك، ينبغي تطبيق النظرية بطريقة مرنة ومتنوعة فهي ليست مطلقة بقدرماهي نسبية متفاوتة يمكن الإستفادة منها بحياتنا للتطوير الذاتي.

أعدها وجمعها: فهمي بقلاوة