
أخلاقيات العمل ومدونة السلوك الوظيفي

للمهنة آداب وسلوك وقواعد عامة أساسية ومتغيرة ، والسلوك الاجتماعي في محيط المهنة حددتها اللوائح والقوانين المنظمة ومخالفتها أو عدم مراعاتها يعرض صاحبها للنفور والنبذ من الأعضاء الآخرين ومنهم العملاء وزملاء العمل بل يصل إلى حد توقيع الجزاء والعقوبة عليه في بعض الأحيان.

وتعتبر أخلاقيات المهنة من المواضيع الشائعة والرائجة في الإدارات وجهات العمل الخاصة والعامة والتي تحظى باهتمام متزايد وملفت للنظر في السنوات الأخيرة حيث ظهرت عدة دراسات حول مجال أخلاقيات المهنة، وباعتبارها أساس لسير الأعمال على نظم ومبادئ تمس من سمعة الموظف وجهة العمل، فالعمل بالإلتزام بالأخلاقيات سوف يقود إلى تحقيق وتطوير أهداف المنظمات وإن عدم وجود الالتزام بأخلاقيات العمل سوف يؤثر عليها.
كما أثار موضوع الأداء الوظيفي هو الآخر اهتمام الباحثين والمفكرين بأن العامل البشري هو المحور الحقيقي في المؤسسات وأنه يعتبر مؤشر ودلالة على مستوى كفاءة العاملين، فالمؤسسة تكون أكثر استقرار وأطول بقاء حين يكون أداء الموظفين بها متميز .
ولذلك عمدت جهات العمل على تحرير مدونة سلوك وظيفي لتضمن أن العاملين بما فيهم المدراء والرؤساء يلتزمون بها وبتطبيقها والتدرب عليها وتحديثها من فترة الى أخرى حسب تغير ظروف العمل وأهداف الإدارات.

فما هي مدونة السلوك الوظيفي:
مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة العامة هي عبارة عن معايير لأخلاقيات وسلوكيات العمل المهنية في الجهات الحكومية أو الخاصة أو الأهلية وهي تحدد للموظفين مجموعة القيم والسلوكيات التي ينبغي اتباعها أثناء أداء مهامهم وفي علاقاتهم فيما بينهم من جهة ومع الجمهور والعملاء المستفيدين من جهة أخرى.

قواعد السلوك الوظيفي من شأنها إرساء مبادئ الانضباط الوظيفي والشفافية والنزاهة والموضوعية والكفاءة والولاء والفاعلية في سلوك الموظفين أثناء تأديتهم واجباتهم ومهامهم الوظيفية.
وتهدف إلى غرس مكارم الأخلاق لدى الموظف للنأي بنفسه عن مواطن الشبهات التي قد تنال من كرامة الوظيفة وهيبتها، كما تهدف إلى توجيه الموظفين إلى ضرورة تقديم خدمات سريعة وبجودة عالية للزبائن والمستثمرين وبأعلى درجات المهنية والحيادية وبما لا يحول دون تشجيع المستفيدين من خدمات البورصة الإبلاغ عن أية تجاوزات لهذه القواعد من قبل موظفي البورصة، حيث إن ترسيخ هذه القواعد السلوكية والأخلاقية من شأنه تحقيق رؤية ورسالة البورصة وترسيخ مفهوم الإدارة الرشيدة وتعزيز الأداء الوظيفي والسلوك للموظفين ومكافأة الموظف المجتهد ومساءلة المقصر وتحسين صورة الموظفين.

التزامات جهة العمل تجاه الموظف:
- تعريف الموظفين بمهامهم الأساسية والرئيسية وتعريفهم بقواعد السلوك الوظيفية لتجنيبهم أي خطأ
- توفير بيئة عمل آمنة ومحفزة وصحية وتلبي الإحتياجات الأساسية للموظفين.
- تشجيع الموظفين على الإبداع والإبتكار والإنجاز
- توفير العدالة وتكافئ الفرص والشفافية
- تشجيع الرؤساء والموظفين على التواصل الفعال والحوار والإحترام المتبادل
- توفير خطة لفرص التدريب للموظفين والتحسين المستمر لأداءهم.

التزامات وواجبات الموظف :
- أداء المهام الوظيفية بأمانة وإخلاص.
- تحمل المسئولية والإجتهاد في تقديم أفضل الأداء
- المبادرة والتعلم الذاتي وعدم التهاون
- العمل مع فريق العمل باحترام متبادل
- الإمتناع عن قيامأي أنشطة لها تضارب بالمصالح الشخصية ومسئوليات الوظيفة
- قبول الهدايا الشخصية
- الإلتزام بحسن المظهر والسلوك واحترام التقاليد والأديان وعدم احراج الآخرين
- المحافظة على أسرار العمل المهنية وعدم الإفشاء بها
- المحافظة على أصول وموارد جهة العمل
- العناية بخصوصيات العملاء وعدم افشاء معلوماتهم للغير

أهمية أخلاقيات العمل والسلوك الوظيفي
إن التزام الفرد بأخلاقيات العمل في بيئة عمله يعطيه فرصة رائعة لتعزيز علاقته بمن حوله من الموظفين والرؤساء والعملاء ، وتساعده على أداء مهام عمله بصورة احترافية وراقية وتجنبه الكثير من الأخطاء والأزمات في العمل فعندما تتحلى بالمصداقية والدقة في أداء عملك ستجد أن الوقوع في الأخطاء والهفوات تتقلص بشكل كبير لأنك تتبع النظام الدقيق في عملك أيا كان، وحتى في حالة الوقوع في مشكلة فإنها سريعاً ما تحل إذا تم اتباع القواعد السليمة في حلها.

كما أن أخلاقيات العمل تحمى من التوتر والخوف، لأن وجود أخلاقيات واضحة للعمل وبروتوكولات متفق عليها واتباع الشخص لها يحميه من الوقوع في الإشكالات ، وبالتالي فلا يخشى شيئاً ولا يشعر بالتوتر والخوف طوال الوقت.

هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أهمية أخلاقيات العمل لا تقتصر على العاملين والموظفين فقط ولكنها أحد المفاهيم الأساسية التي يتم بناء الشركات والعلامات التجارية عليها ، وهي تؤثر ايجاباً على :
- زيادة الإنتاجية
- توفير الكثير من النفقات والتكاليف
- سلام البيئة الداخلية لجهات العمل وخصوصا الجوانب النفسية بين الموظفين
- زيادة الإنسجام بين الموظفين ورؤسائهم
- الحصول على عملاء أوفياء ودائمين
- تقليل عدد الإستقالات وترك العمل.


